هكذا علمتني النملة ...
أنا وهي في يوم من الأيام ...
لم تعد تأتي إلى ذاكرتي بعدما طاف عليَّ معها سنوات ...
لكنها أعطتني ... تصوير ضوئي ... درسا علمي ...
نعم هي أستاذتي النملة ...
سبحان من خلق فأبدع ... سبحان من خلق وأعطى ...
سبحان من أعطى فعدل ...
أيتها النملة ... كنت أتمنى أن تمديني من نشاطك ... من حصرك ... من عملك الدؤوب
لماذا لم تستحقري نفسك ... ألست صغيرة الجسم
ضعيفة البنية ... حكايتي مع النملة :
اقبلت على المطبخ ... لغسل الأطباق ... ففوجئت عيني بحشد من النمل مجتمعات ...
أحسسن بالخطر عند أول حركة عملتها ...
هنا ... أبصرت عيناي ... نملة ... وقفت شامخة ... رفعت نصف من جسمها ...
أخذت تلفت يمنة ويسرة ... عيناي أخواتي لم تصدق ماترى سوى ... تعجب من خلق الرحمان ...
كأن أذناي بدأت بسماع ندائتها وهي تلفت مرة يمنة ومرة يسره ... لتحذر أخواتها من الخطر الذي أحست به ...
أيتها النملة هل حرصك على النداء كان حبا للدنيا وزخرفها
حبا للزينة !
حبا !!!
كم كنت أراك متفانية في عملك فما أظنك حرصت على البقاء إلا من أجل العمل ...
علمتيني أيتها النملة ان الحياة عمل ...
وبذل ...
وحب
وإخاء
وأمر ونهي ...
كنت أشبهك أيتها النملة ... بعمل ذلك الرجل الذي وقف يخطب الناس بندائه يا أيها الناس اتقوا ربكم
فالحياة علم فعمل وتعليم
والناس كلهم ، إما عالم ، وإما متعلم ، وإما جاهل
ومن حياتك أيتها النملة ...
سنبدأ بالاختيار ..
فالحياة عمل